أُمّنية ..!







كأيّ شاعرٍ على أهبةِ البوحِ ، متردّداً ، متعرّقاً ، متهجّداً كنبيٍّ ينتظرُ الوحيَ ، 
أبدأُ هذا النشيدَ.كعاشقٍ مبتدئٍ ، كهاربٍ من أزمنةِ الخرابِ إلى عينيكِ الآمنتين.
كصبيٍّ يسعى في اللغةِ ليلتقطَ ما يسّاقطُ من مجازٍ ، وتأكلهُ الحَيْرةُ / تأكلني ،
هكذا أصيرُ ، عندما أكتبُكِ !


لا تنقذني الموسيقى الخافتةُ ، لا السّجائرُ ، لا رائحةُ القهوة.
لا طقسَ يبدّدُ عجزي.
أنا المكسورُ أمامَكِ ، العاجزُ كطيرٍ لا يقوى على التحليقِ ، فأسقطُ مراراً ،
وينقطعُ الهديلُ.كأنّي فقدتُ الجهاتِ!
من أينَ يُبتدأُ الكلامُ؟ وأينَ تَحُطُّ المعاني؟

تيهٌ يكبّلُ لغتي !
أسيرُ على غيرِ هُدىً ، إليكِ ، أو إلى بلدٍ قديمٍ أسميتهُ بلدي.
فانتشليني من ضياعي ، أيتها الآمنةُ كوطن !



أحبّكِ ، ليست مُصادفةً.
أزليٌّ ، منذُ بدايةِ التكوينِ ، منذُ الخطيئةِ الأولى ، منذُ الالتحامِ الأوّلِ أحببتكِ !
ببساطةٍ طفلٍ ، باندفاعِ مراهقٍ ، بفجيعةِ عاشقٍ بجُنونِ غجريٍّ ، ببلاغةِ شاعرٍ ،
باشتهاءٍ ملحميٍّ ، بلغةِ الكناياتِ التي لا تنصفُكِ ، أحبّكِ !

وانصهرَ الجسدْ !
أجسادُنا تصهلُ محمومةً ، الشعرُ فتيلُ الرغبةِ ، وأنا بركان.
تعريّ ، أعلّقُ فوقَ نهديكِ الوصايا العشرَ ، والأغنياتِ.
هكذا نتوحّدُ آخرُ الليلِ ، هكذا نحترق.
مازوشيّانِ نحنُ ، إذا ما انفلتَ الشّبق !



أحبّكِ ،
فعليكِ السلامُ يوم وُلدتِ أمنيةً ،
وحييتِ أمنيةً
ويومَ تنبتينَ على صدري قصيدةَ أخيرة !



لـــ : مجد أبو شاويش




+